تخطى إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات المكتوبة بواسطة منصة قويم

أثر استخدام التكنولوجيا على الثقافة في زمن الكورونا

أثر استخدام التكنولوجيا على الثقافة في زمن الكورونا

 بعض دول مجلس  التعاون الخليجي  - نموذجًا

د. درع معجب الدوسري

مقدمة
في سابقة لم نكن نتصورها إلاّ في أحداث روايات (دان براون)، أصبح فيروس كوفيد 19 (كورونا) هو التحدي الأكبر للإنسان على وجهة الأرض بعد أن تحوّل إلى جائحة أجبرت الجميع على إتباع أنماط معيشيّة استثنائيّة من تغيير لعادات الحياة اليومية، واعتماد أساليب للوقاية والحماية والعلاج، لم نكن نتصور أن نستخدمها يومًا ما، هذا بالإضافة على ما أحدثته الجائحة من إجبار الدول على التغيير في طبيعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية، فقد أشارت التقارير الصادرة عن صندوق البنك الدولي ومنظمة الأسكوا، ومنظمة العمل الدولية إلى أنّ التداعيات الاقتصادية والاجتماعية ستكون لها أثار مستقبلية سلبية بسبب كورونا. وقد اتجهت الدول إجباريا، مع التزايد المستمر في أعداد الإصابات والوفيات ، إلى الإغلاق الحدودي، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي.

 وبالطبع أدّى هذا إلى فرض إجراءات الانعزال والتباعد الاجتماعي المحليّ تطبيقا للإستراتيجية الرئيسية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية. 

وفرضت الحكومات آليات جديدة للتّعامل اليومي بهدف السّيطرة على انتشار الفيروس القاتل، وبالفعل تغيّر المشهد، واتّجه الأفراد والحكومات لاستخدام أدوات ووسائل جديدة فرضت على كلّ القطاعات، ومنها القطاع الثقافي، الذي كان يعاني من قبل كورونا من بعض المشكلات والتحدّيات. وعلى الرّغم من أنّ الثقافة هي الأداة الأكثر فعاليّة للحفاظ على الهويّة، إلاّ أنّها مازالت تعاني من تحدّيات ومعوقات شكّلت تهديدًا للمنظومة الثقافيّة، نتيجة ضعف الموارد، وارتفاع معدّلات الأميّة، بالإضافة إلى عدم وجود خطط لزيادة الوعي الثقافي وخاصّة لدى الشباب، وعدم الاهتمام بمجالات التثقيف ومجالات التنمية البشرية والذاتية في بعض الدول العربية والاستعداد لمرحلة ما بعد زمن الكورونا التي ستغيّر من بعض مفاهيم وأدوات تناول الثقافة.

 وقد حاولت المنظمات والحكومات في كلّ دول العالم تقديم الحلول لتجاوز الصّعوبات، سواء على المدى القصير أو الطويل، ووضعت لذلك الاستراتيجيات والرؤى المستقبلية لثقافة تشكّل محوراً أساسياً في أهداف التنمية المستدامة 2030.



مُشكلة الدراسة


" لقد تغيّر العالم .. وإنّ غدًا لن يشبه اليوم"، جملة انتشرت على لسان رؤساء وملوك العالم بعد انتشار جائحة كورونا، وانتظار العالم لموجة ثانية من هذا الوباء، زاد الانعزال والانغلاق، وتوقّفت المنتديات والندوات والفعاليات والمعارض الثقافية. وتسبّبت الفيروس في انقطاع الدراسة على المستوى العالمي، لأكثر من 1.6 مليار طفل وشاب في 161 بلداً، أي ما يقارب 80% من الطلاّب الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم( ). وسوف تواجه الثقافة المزيد من التحدّيات، بل قد تواجه تهديداً سوف يؤثّر على مستقبل الثقافة على المستوى العالمي والعربي، ولابدّ من توقّع هذه التحدّيات والاستعداد لها ووضع خطط إستراتيجيّة لمواجهتها، واستغلال كلّ الفرص المتاحة لتوفير الأدوات والآليات اللاّزمة لإنقاذ المنظومة الثقافيّة من الأزمة.


وممّا سبق، يُمكن تحديد مشكلة الدراس


س1: ما هي الآليات الجديدة المتّبعة لنشر الثقافة في زمن الكورونا؟


س2: ما هي نقاط القوّة والضعف في الثقافة العربية في زمن الكورونا؟


س3: ما هو دور التجارب الشخصيّة في استخدام التكنولوجيا على الثقافة في زمن الكورونا ؟



أهداف الدراسة

- التعرف على الآليات الجديدة المتبعة لنشر الثقافة في زمن الكورونا.


- تحديد نقاط القوّة والضّعف في أدوات نشر الثقافة في زمن الكورونا.


- التعرّف على دور التجارب الشخصيّة في استخدام التكنولوجيا على الثقافة في زمن الكورونا.



أهميّة الدراسة


تكمن أهميّة الدراسة العلميّة والعمليّة في عدّة نقاط:


أوّلاً: الأهميّة العلميّة


تكمن الأهميّة العلميّة للدّراسة في النّقاط التّالية:


- قد تساعد هذه الدراسة على أن تكون نواة لبحوث ودراسات أخرى تتعلّق بالموضوع.


- تُعتبر هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تهتمّ بموضوع الثقافة في زمن الكورونا كفُرص وتحديات.


- الدراسة تبحث موضوعا هامّا في وقت حدوثه، وبالتّالي يرفع هذا من أهميّة الدراسة العلميّة.


ثانياً: الأهميّة العمليّة


تكمن الأهميّة العلميّة للدراسة في النّقاط التالية:


- التعرض للتجارب الشخصية للباحث في مواجهة تحديات نشر الثقافة والتنمية في زمن الكورونا.


- تقييم الأدوات المستخدمة في التّجارب الشخصيّة للباحث، والتي استخدمها الباحث في تجربته.


- وضع نقاط محدّدة للفرص والتحدّيات كبداية لدراسة التحدّيات والفرص للثقافة في زمن الكورونا.

  • مشاركة

مراجعات