تخطى إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات المكتوبة بواسطة منصة قويم

الإدارة بالأهداف

الإدارة بالأهداف

 د. محمد يوسف الرحاحلة

عضو مجلس إدارة في رابطة المدربين العرب 
مدرب دولي معتمد

تعتبر الأساليب الإدارية المعاصرة إحدى الركائز الإدارية الأساسية التي تساعد على تقدم الإدارة والنهوض بها. فقد أصبحت الإدارة بالأهداف اليوم منهجا واسع الانتشار فهي تعتبر من الوسائل الإدارية الحديثة التي يطمح من خلالها الإداريون إلى زيادة فاعلية المنظمات الإدارية بجميع أنواعها، فهي تعتمد على أسلوب إداري يشترك فيه الرئيس والمرؤوس على كافة المستويات الإدارية في وضع الأهداف العامة.

وأصبحت الإدارة بالأهداف اليوم نهجا واسع الانتشار حيث أنها نوع من أنواع الإدارة المستحدثة الجديدة التي ينظر إليها كافة المنظمات والمنشآت الحديثة والمتقدمة، فهي تنظر للمنشاة من جميع الجوانب (التخطيط – التنظيم – التوجيه – الرقابة – القيادة) وتعالج المشاكل بين الرئيس والمرؤوسين على كافة المستويات التنظيمية فهي تعمل على الجانب الإنساني والتنظيمي والإداري فهي عملية إدارية متكاملة أنصح كافة المنشآت بإتباعها. الوحدة الاستراتيجية إن هذا الأسلوب يفرض على الجميع التعاون على تحقيقها.

ويمكن تطبيق مبدأ الإدارة بالأهداف على جميع المستويات الإدارية الموجودة على الهيكل التنظيمي. والمبدأ الكامن وراء الإدارة بالأهداف هو التحقق من أن الجميع داخل المنظمة لديهم فهم واضح للأهداف في تلك المنظمة، فضلاً عن الوعي بأدوارهم ومسؤولياتهم في تحقيق تلك الأهداف. لذا فان التدريب على هذا الأسلوب متطلب رئيسي لتحقيق الفائدة القصوى ومعرفة أهداف الإدارة من قبل جميع الموظفين.


أنواع الأهداف في المستويات الإدارية:

– أهداف استراتيجية


- أهداف تكتيكية


- أهداف تشغيلية


الأهداف الاستراتيجية وهي نقطة البداية للإدارة بالأهداف وتشتق من رؤية ورسالة المنظمة. ويتبعها أهداف تكتيكية لمتابعة والأشراف ومن ثم التنفيذ وفق تلك الأهداف.


مفهوم الإدارة بالأهداف:

أسلوب يخلق الموائمة بين احتياجات الموظفين واحتياجات المنظمات التي يعملون بها، وبالتالي يحققون الأهداف الكلية للمنظمة. وتتطلب أن الموظفون بتحديد أهدافهم بطريقة ذكية (SMART) وفقاً لأهداف المنظمة، ويتم تقييهم وتحفيزهم بناءً على مدى إنجازهم لتلك الأهداف.


وهنالك من يعرفها أنها نظام حركي يسعى إلى دمج أهداف المؤسسة ومسؤولياتها وصياغتها في شكل أهداف، فهي تسعى إلى التوصل إلى النتائج المحققة للأهداف الإدارية وحاجات العاملين من خلال منحهم الحرية في المساهمة في بناء أهداف المؤسسة، وهذا أسلوب تسييري تعاوني بين الرؤساء والمرؤوسين في تحقيق النتائج المحددة. وتم تحديد هذا المصطلح لأول مرة من قبل مدير الإدارة بيتر دراكر في كتابه الذي صدر عام 1954 بعنوان "ممارسة الإدارة".


أهداف الإدارة بالأهداف (MBO) :

هو نموذج إداري يهدف إلى:


تحسين أداء أي مؤسسة من خلال تحديد الأهداف التي يتم الاتفاق عليها من قبل الإدارة والموظفين.


وجود حوار ومناقشة في وضع الأهداف وخطط العمل


تشجيع المشاركة والالتزام بين الموظفين،


التوفيق بين الأهداف عبر المؤسسة بمعنى أدق


تحقيق التوازن بين أهداف الموظفين وأهداف المنظمة


أسس الإدارة بالأهداف:

مبدأ الإدارة حسب الأهداف لا يسمح للإدارة بتحديد الأهداف من تلقاء نفسها. ويجب أن تكون الأهداف واضحة المعالم على جميع المستويات ومصاغة بطريقة (SMART) لذا يجب أن يعرف الجميع ما هي مسؤولياتهم في هذا المجال.


ومع ذلك، يضع بيتر Drucker عددا من الشروط التي يجب الوفاء بها:


* يتم تحديد الأهداف مع الموظفين.


* يتم صياغة الأهداف على المستويين الكمي والنوعي.


* يجب أن تكون الأهداف صعبة ومحفزة.


* ردود الفعل اليومية على الوضع على مستوى التدريب والتطوير بدلا من تقارير الإدارة الثابتة.


* المكافآت (الاعتراف، التقدير و / أو الأجر المرتبط بالأداء) لتحقيق الأهداف المقصودة هو مطلب.
المبدأ الأساسي هو النمو والتنمية وليس العقوبات.


خصائص وصفات أسلوب الإدارة بالأهداف:

وضع أهداف كل منصب أداري هو أساس أسلوب الإدارة بالأهداف والمنصب الذي ليس له أهداف لا لزوم له.


- تعتمد الإدارة بالأهداف على أداء شخصية العاملين في الإنجاز؛ أي يُقوَّم الشخص من خلال ما أنجز وليس بما يتمتع به من صفات.


- الإدارة بالأهداف تقوم على أساس المشاركة الديمقراطية أي التشاركية في الإدارة وليس إدارة الباب المغلق المحجوبة.


عناصر منهج الإدارة بالأهداف:

إن الإدارة بأسلوب الأهداف يجعل من المصلحة العامة هدفا لكل مدير ومن أهم الأهداف التي تسعى الإدارة بالأهداف إلى تحقيقها ما يلي:


ـ (الأهداف ـ الخطط ـ الأداء ـ معايير الأداء ـ أحوال العمل ـ نقاط المتابعة ـ تقويم الإنجازات).


- إن التغييرات في المؤسسة تُستمد من الأهداف، فعندما يطلب مدير بيانات أو أية صلاحيات يتم دراسة علاقة ذلك بما يخدم تحقيق أهدافه.


- تركز الإدارة بالأهداف على ضرورة الاقتناع الشخصي بالعمل وعلى التحفيز والأهداف المتفائلة.










تحفيز مشاركة الموظفين في تحديد الأهداف:

تتمثل نقطة البداية في مشاركة كل موظف في تحديد الأهداف الشخصية التي تتماشى مع أهداف المؤسسة.
يعمل ذلك على أفضل وجه عندما تتم مناقشة أهداف المنظمة ويتم تقاسمها على جميع مستويات المنظمة حتى يفهم الجميع سبب توقع أشياء معينة منهم، هذا النهج يزيد من المشاركة والالتزام بالأهداف. بدلاً من مجرد متابعة توقعات المديرين والمديرين التنفيذيين، سيعرف الجميع في نهج الإدارة بحسب الأهداف ما هو متوقع منهم.

حل العاملين المشاكل بأنفسهم:

من خلال توسيع عملية صنع القرار والمسؤولية في جميع أنحاء المنظمة، ويتم تحفيز العاملين على حل المشاكل التي يواجهونها بطريقة ذكية ويتم إعطاؤهم المعلومات التي يحتاجون إليها حتى يتحصلوا على المرونة في حل مشاكلهم بأنفسهم في الظروف المتغيرة.

تحمل المسؤولية:

بما أن المسؤوليات أصبحت مشتركة فعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم في ظل نجاح مشترك.

رفع الروح المعنوية:

حيث أنه عند مشاركة الجميع في اتخاذ القرار فهذا يعتبر في حد ذاته رفع من قيمة الشخص. مما يساعد على رفع درجة رضى العاملين وروحهم المعنوية.




وختاما

أن الإدارة عن طريق الأهداف تعد إحدى الاستراتيجيات الإدارية الفعالة التي تتيح لمجال لتوظيف كافة الموارد المتوفرة، ويمنح في نفس الوقت توجيها مشتركا للجهود نحو الرؤية، وأيضا خلق روح الفريق ومواءمة أهداف الفرد «الموظف» مع المصلحة المشتركة والعامة للمنشأة. إن الإدارة بالأهداف تتطلب جهداً كبيراً وأدوات خاصة، وذلك لأن المدراء في المنظمات لا يتوجهون تلقائياً تجاه هدف مشترك، بل على العكس نجد أن العمل بطبيعته يحتوي على ثلاثة عوامل قوية للخطأ في التوجيه، في العمل التخصصي بالنسبة للغالبية العظمى من المدراء، وفي الهيكل التسلسلي للإدارة، وفي الخلافات في الرؤية والعمل، وكذلك الانعزال في مختلف مستويات الإدارة. وفي ظل المنافسة الشديدة في السوق المحلي والعالمي على الشركة أن تعرف أين تتجه؟ وما هي أهدافها التي تحقق هذا الاتجاه. فنجاح الإدارة بالأهداف يعتمد على مدى جدية المنظمة في تنفيذ الأهداف الموافق عليها من قبل الرؤساء والتي تتم عن طريق المرؤوسين. ولأن الإدارة بالأهداف تمثل ابتعاداً عن الأساليب التقليدية في الإدارة لذا متابعة تنفيذ الهدف بصفة ربع سنوية مطلب أساسي في تقويم التنفيذ والوصول إلى الغاية التي وضع على أساسها وعلى الموظفين التركيز والاهتمام بتنفيذ الأهداف حسب المواعيد المدرجة في جدول المتابعة. كما أن التدريب والتوجيه هما لازمان طوال برنامج الإدارة بالأهداف. وتشير لتجربة إلى إن معظم المدراء يحتاجون إلى محاولتين أو ثلاث قبل أن يمكنهم إعداد أهداف يمكن قياسها وتحقيقها.


المصادر والمراجع:



1-بن عيش أحمد، معاضرة في مقياس تسير المؤسسة، مستوى ثانية، ع.م، علوم التسيير، جامعة ورقلة، 2008-2009. 
 2-زيد منير عبوي، الإدارة بالأهداف، دار كنوز المعرفة، ط1، عمان، 2007. 
3- سعاد نائف برنتوطي، الإدارة أساسيات إدارة الأعمال، دار وائل للنشر والتوزيع، ط1، عمان 2001. 
4-عبد الرحمان توفيق، منهج المهارات الإدارية، توظيف السلطة، مركز البحوث المهنية لإدارة. 
5-على السلمي، الإدارة بالأهداف، طريق المدير المتفوق، دار غريب للنشر والتوزيع، القاهرة، 1999، بدون طبعة. 
6-واف كنعان، القيادة الإدارية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ط1، عمان، 2007.
7-احمد السيد الكردي، الإدارة بالأهداف، 2013م
8-نظرية الإدارة بالأهداف Theory of Management by Objectives, الشبكة العربية للإدارة, 30/03/2013م. 
9- سمية بنت سليمان الرحيلي "الإدارة بالأهداف بجامعة أم القرى بمكة المكرمة فاعلية التطبيق والمعوقات من وجهة نظر القائمات بالعمل الإداري بالجامعة "، www.libback.uqu.edu.sa، 2021.

  • مشاركة

مراجعات